فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن جرير، عن ابن زيد قال: كان إفسادهم الذي يفسدون في الأرض مرتين: قتل زكريا عليه السلام ويحيى بن زكريا، فسلط عليهم سابور ذا الأكتاف، ملكًا من ملوك فارس، من قبل زكريا، وسلط عليهم بختنصر من قبل يحيى.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {فإذا جاء وعد أولاهما} قال: إذا جاء وعد أولى تينك المرتين اللتين قضينا إلى بني إسرائيل {لتفسدن في الأرض مرتين}.
وأخرج ابن جرير وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {بعثنا عليكم عبادًا لنا أولي بأس شديد} قال جند أتوا من فارس يتجسسون من أخبارهم ويسمعون حديثهم معهم بختنصر فوعى حديثهم من بين أصحابه، ثم رجعت فارس ولم يكثر قتال ونصرت عليهم بنو إسرائيل، فهذا وعد الأولى {فإذا جاء وعد الآخرة} بعث ملك فارس ببابل جيشًا وأمر عليهم بختنصر فدمروهم، فهذا وعد الآخرة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فجاسوا} قال فمشوا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه قال: أما المرة الأولى فسلط عليهم جالوت، حتى بعث طالوت ومعه داود فقتله داود، ثم رد الكرة لبني إسرائيل {وجعلناكم أكثر نفيرًا} أي عددًا وذلك في زمان داود {فإذا جاء وعد الآخرة} آخر العقوبتين {ليسوءوا وجوهكم} قال ليقبحوا وجوهكم، {وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة} قال: كما دخل عدوهم قبل ذلك {وليتبروا ما علوا تتبيرا} قال: يدمروا ما علوا تدميرًا، فبعث الله عليهم في الآخرة بختنصر البابلي المجوسي أبغض خلق الله إليه، فسبى وقتل وخرب بيت المقدس، وسامهم سوء العذاب.
وأخرج ابن جرير، عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال: كانت الآخرة أشد من الأولى بكثير، فإن الأولى كانت هزيمة فقط، والآخرة كانت تدميرًا، وحرق بختنصر التوراة حتى لم يترك فيها حرفًا واحدًا، وخرب بيت المقدس.
وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {تتبيرًا} قال: تدميرًا.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: {تبرنا} دمرنا بالنبطية.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {عسى ربكم أن يرحمكم} قال: كانت الرحمة التي وعدهم: بعث محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وإن عدتم عدنا} قال: فعادوا، فبعث الله عليهم محمدًا صلى الله عليه وسلم فهم يعطون {الجزية عن يد وهم صاغرون} [التوبة: 29].
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وجعلنا جهنم للكافرين حصيرًا} قال: سجنًا.
وأخرج ابن النجار في تاريخه، عن أبي عمران الجوني في قوله: {وجعلنا جهنم للكافرين حصيرًا} قال سجنًا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وجعلنا جهنم للكافرين حصيرًا} يقول جعل الله مأواهم فيها.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {حصيرًا} قال: يحصرون فيها.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الحسن في قوله: {حصيرًا} قال: فراشًا ومهادًا.
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10)} أخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} قال: للتي هي أصوب. وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في الآية قال: إن القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب والخطايا، وأما دواؤكم فالاستغفار. وأخرج الحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يتلو كثيرًا {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين} خفيف.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {أن لهم أجرًا كبيرًا} قال: الجنة. وكل شيء في القرآن أجر كبير ورزق كبير ورزق كريم فهو الجنة.
{وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (11)}
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير} يعني قول الإنسان: اللهم إلعنه واغضب عليه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير} قال: ذلك دعاء الإنسان بالشر على ولده وعلى امرأته، يغضب أحدهم فيدعو عليه، فيسب نفسه ويسب زوجته وماله وولده، فإن أعطاه الله ذلك شق عليه، فيمنعه ذلك، ثم يدعو بالخير فيعطيه.
وأخرج ابن جرير، عن مجاهد رضي الله عنه: في قوله: {ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير} قال: ذلك دعاء الإنسان بالشر على ولده وعلى امرأته يعجل فيه، فيدعو عليه لا يحب أن يصيبه.
وأخرج أبو داود والبزار، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تدعوا على أنفسكم، لا تدعوا على أولادكم، لا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم». وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وكان الإنسان عجولًا} قال: ضجرًا لا صبر له على سراء ولا ضراء.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وابن عساكر، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: أول ما خلق الله من آدم عليه السلام رأسه، فجعل ينظر وهو يخلق وبقيت رجلاه، فلما كان بعد العصر قال: يا رب، اعجل قبل الليل، فذلك قوله: {وكان الإنسان عجولًا}.
وأخرج ابن أبي شيبة، عن مجاهد قال: لما خلق الله آدم خلق عينيه قبل بقية جسده، فقال: أي رب، أتم بقية خلقي قبل غيبوبة الشمس، فأنزل الله {وكان الإنسان عجولًا}. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}.
قوله تعالى: {فَلَهَا}: في اللامِ أوجهٌ: أحدُها: أنها بمعنى على، أي فعليها كقوله:
** فَخَرَّ صريعًا لليدينِ وللفمِ

أي: على اليدين. والثاني: أنها بمعنى إلى. قال الطبري: أي فإليها تَرْجِعُ الإِساءةُ. الثالث: أنها على بابها، وإنما أتى بها دون على للمقابلة في قوله: {لأنفسِكم} فأتى بها ازْدِواجًا. وهذه اللامُ يجوز أن تتعلَّقَ بفعلٍ مقدرٍ كما تقدَّم في قولِ الطبريِّ، وإمَّا بمحذوفٍ على أنها خبرٌ لمبتدأ محذوفٍ تقديرُه: فلها الإِساءةُ لا لغيرِها.
قوله: {فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الآخرة}، أي: المرة الآخرة فَحُذِفَت المرَّة للدَّلالة عليها، وجوابُ الشرطِ محذوفٌ تقديرُه: بَعَثْناهم.
وقوله: {لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ} متعلقٌ بهذا الجوابِ المقدرِ. وقرأ ابن عامر وحمزة وأبو بكر: {لِيَسُوْءَ} بالياءِ المفتوحةِ وهمزةٍ مفتوحةٍ آخرَ الفعل. والفاعلُ: إمَّا اللهُ تعالى، وإمَّا الوعدُ، وإمَّا البعثُ، وإمَّا النفيرُ. والكسائي: {لِنَسُوءَ} بنونِ العظمة، أي: لِنَسُوءَ نحن، وهو موافِقٌ لِما قبلَه مِنْ قوله: {بَعَثْنا عبادًا لنا} و{رَدَدْنا} و{أَمْدَدْنا} وما بعده من قوله: {عُدْنا} و{جَعَلْنا}.
وقرأ الباقون: {لِيَسُوْءُوا} مسندًا إلى ضميرِ الجمع العائد على العِباد، أو على النفير؛ لأنه اسمُ جمعٍ، وهو موافِقٌ لِما بعدَه من قوله: {وَلِيَدْخُلُواْ المسجد كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ}. وفي عَوْدِ الضمير على النفير نظرٌ؛ لأنَّ النفيرَ المذكورَ من المخاطبين، فكيف يُوصف ذلك النفيرُ بأنه يَسُوْء وجوهَهم؟ اللهم إلا أنْ يريدَ هذا القائلَ أنه عائدٌ على لفظِه دون معناه، من باب: عندي درهمٌ ونصفُه.
وقرأ أبي: {لِنَسُوْءَنْ} بلامِ الأمرِ ونونِ التوكيدِ الخفيفة ونونِ العظمة، وهذا جوابٌ لإذا، ولكن على حَذْفِ الفاء، أي فَلِنَسُوْءَنْ، ودخلت لامُ الأمرِ على فعلِ المتكلمِ كقولِه تعالى: {وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ} [العنكبوت: 12].
وقرأ عليُّ بنُ أبي طالب: {لَيَسُوْءَنَّ} و{وَلَنَسوْءَنَّ} بالياء أو النون التي للعظمةِ، ونونِ التوكيدِ الشديدة، واللامِ التي للقسَمِ. وفي مصحف أبي: {لِيَسُوْءُ} بضمِّ الهمزة من غيرِ واوٍ، وهذه القراءةُ تشبه أَنْ تكونَ على لغةِ مَنْ يَجْتَزِئُ عن الواوِ بالضمة، كقوله:
فلوْ أنَّ الأطبَّا كانُ حولي

يريد: كانوا، وقولِ الآخر:
إذا ما الناسُ جاعُ وأَجْدَبُوا

يريد جاعُوا، فكذا هذه القراءةُ، أي: لِيَسُوْءُوا، كما في القراءةِ الشهيرة، فَحَذَفَ الوَاو.
وقرئ: {لِيَسْيء} بضمِّ الياءِ وكسرِ السينِ وياءٍ بعدها، أي: ليُقَبِّحَ اللهُ وجوهكم، أو ليقبِّح الوعدُ، أو البعثُ. وفي مصحفِ أنس {وَجْهَكم} بالإِفرادِ كقوله:
كُلوا في بعضِ بطنِكُمُ تَعِفُّوا

وكقوله:
في حَلْقِكم عَظْمٌ وقد شَجِيْنا

وكقوله:
وأمَّا جِلْدُها فَصَلِيْبُ

قوله: {ولِيَدْخُلُوا} مَنْ جَعَلَ الأولى لامَ كي كانت هذه أيضًا لامَ كي معطوفةً عليها، عَطْفَ علةٍ على أخرى، ومَنْ جَعَلَها لامَ أمرٍ كأُبَيِّ، أو لامَ قسمٍ كعليّ بن أبي طالب فاللامُ في {لِيَدْخُلوا} تحتمل وجهين: الأمرَ والتعليل، و{كَمَا دَخَلُوهُ} نعتٌ لمصدرٍ محذوفٍ أو حالٌ من ضميره، كما يقول سيبويه، أي: دخولًا كما دخلوه. و{أَوَّلَ مَرَّةٍ} ظرفُ زمانٍ، وتقدَّم الكلامُ عليها في براءة.
[قوله:] {مَا عَلَوْاْ} يجوز في {ما} أن تكونَ مفعولًا بها، أي: ليُهْلِكُوا الذي عَلَوه، وقيل: ليَهْدِمُوه كقوله:
وما الناسُ إلا عاملان فعامِلٌ ** يُُتَبِّرُ ما يَبْني وآخرُ رافِعُ

ويجوز فيها أَنْ تكونَ ظرفيةً، أي: مدةَ استعلائِهم وهذا مُحْوجٌ إلى حذفِ مفعولٍ، اللهم إلا أَنْ يكونَ القصدُ مجردَ ذِكْرِ الفعلِ نحو: هو يعطي ويمنع.
{عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)}.
قوله تعالى: {حَصِيرًا}: يجوزُ أَنْ يكونَ بمعنى فاعِل، اي: حاصرةً لهم، مُحيطةً بهم، وعلى هذا فكان ينبغي أن يؤنَّثَ بالتاء كخبيرة. وأُجيب: بأنَّها على النسَب، أي ذات حَصْرٍ كقولِه: {السَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ} [المزمل: 18]، أي ذاتُ انفطارٍ. وقيل: الحَصِيْرُ: الحَبْسُ، قال لبيد:
ومَقامَةٍ غُلْبِ الرجالِ كأنَّهمْ ** جِنٌّ لدى بابِ الحصيرِ قيامُ

وقال أبو البقاء: لم يؤنِّثْه لأنَّ فعيلًا بمعنى فاعِل وهذا منه سهوٌ؛ لأنه يؤدِّ إلى أن تكونَ الصفةُ التي على فعيل إذا كانَتْ بمعنى فاعِل جاز حَذْفُ التاءِ منها، وليس كذلك لِما تقدَّم مِنْ أنَّ فعيلًا بمعنى فاعِل يَلْزَمُ تأنيثه، وبمعنى مَفْعول يجب تذكيرُه، وما جاء شاذًَّا مِنَ النوعين يُؤَوَّل. وقيل: إنما لم يُؤَنَّثْ لأنَّ تأنيث {جهنَّم} مجازيٌّ، وقيل: لأنها في معنى السِّجْن والمَحْبَس، وقيل: لأنها بمعنى فِرَاش. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}
إنْ أحسنتُم فثوابِكم كسبتم، وإنْ أسأتم فعداءَكم جَلَبْتُم- والحقُّ أعزُّ مِنْ أَنْ يعودَ إليه من أفعال عبادِه زَيْنٌ أو يلحقه شَيْنٌ.
قوله جلّ ذكره: {عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ}.
كلمةُ {عَسَى} فيها ترجية وإطماع، فهو سبحانه وقفهم على حد الرجاء والأمل والخوف والوجل. وقوله: {عَسَى}: ليس فيه تصريح بغفرانهم، ورحمتهم، وإنما فيه للرجاء موجِبٌ قويٌّ؛ فبلطفه وعد أن يرحمكم. قوله جلّ ذكره: {وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَأ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلّكَافِرِينَ حَصِيرًا}.
أي إنْ عُدْتُم إلى الزَّلَّة عُدْنا إلى العقوبة، وإن استقمتم في التوبة عدنا إلى إدامة الفضل عليكم والمثوبة. ويقال إن عُدْتُم إِلَى نَقْضِ العَهْد عُدنا إلى تشديد العذاب. ويقال: إن عُدْتُم للاستجارة عدنا للإجارة. ويقال إن عُدتُم إلى الصفاء عدنا إلى الوفاء. ويقال إن عُدْتُمْ إلى ما يليق بكم عُدْنا إلى ما يليق بكرمنا.
{جَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلّكَافِرِينَ حَصِيرًا} لأنهم (...) وهم ناس كثير فهذه جهنم ومن يسكنها من الكافرين. و{حَصِيرًا} أي محبسًا ومصيرًا. فالمؤمنُ- وإنْ كان صاحبَ ذنوب وإنْ كانت كبيرة- فإنَّ مَنْ خرج من دنياه على إيمانه فلا محالةَ يصل يومًا إلى غفرانه. اهـ.